إنّ شعور القارئ بأنماط الكلام الطبيعي يعتبر أمراً ضرورياً لإنشاء حوار جيّد، لذلك من الضروري الانتباه إلى التعبيرات التي يستخدمها الأشخاص أثناء محادثاتهم وإلى موسيقا المحادثة اليومية أيضاً، كما يجب الانتباه كيف يمكن للأشخاص الاحتفاظ بالمحادثات دون جمل كاملة وأحياناً دون إنهاء الجمل، كما يجب أن لا يغفل الكاتب عن الصمت، فتعابير الصمت كثيرة وتشير إلى مشاعر متعددة يجب معرفتها، وفي النهاية التنصت لا يعتبر جريمة، لذا على كاتب الحوار أن يستمر في الاستماع إلى كيفية تواصل الناس مع بعضهم البعض على أرض الواقع.
لجعل الحوار يتدفق يجب كتابة مسودة أولى للمشهد، حيث يجب على الكاتب أن يكتب ما يفكر به على الورق دون التفكير بشكل الحوار وأدوار الشخصيات، فهذه التقنية ستسمح للكاتب بوضع الخطوط التي لا يفكر فيها أبداً إذا حاول كتابة حوار متقن من البداية، فالكاتب سيهتم بتألق الحوار فيما بعد، ويمكن أيضاً أن يتصوّر الكاتب مشهداً ديناميكياً من خلال كتابة المسودة، فيسجل ما تتجادل حوله الشخصيات، ويكتبها بأسرع ما يمكن، وبمجرد إنهاء هذه المسودة سيكون لدى الكاتب فكرة جيّدة عن المشهد، وقد يكون الأمر مختلفاً عما كان يتوقعه، وهذا أمر جيد حتّى لو لم يستخدم الكاتب هذا الحوار فإنّه يكتسب الممارسة، خاصةً في بداية كتاباته
ليست هناك تعليقات:
كتابة التعليقات